Logo 2 Image




كلمة معالي وزير الزراعة الاردني المهندس خالد الحنيفات

اللقاء الرباعي لوزراء الزراعة في المملكة الأردنية الهاشمية -الجمهورية العربية السورية – جمهورية العراق – الجمهورية اللبنانية

الجمهورية اللبنانية - بيروت

28-29/ تموز ،2022

أصحاب المعالي وزراء الزراعة في الدول العربية الجارة والشقيقة

وزير الزراعة والإصلاح الزراعي في الجمهورية العربية السورية المهندس محمد حسن قطنا

وزير الزراعة في الجمهورية العراقية المهندس محمد كريم الخفاجي

وزير الزراعة في الجمهورية اللبنانية الدكتور عباس الحاج حسن

أصحاب العطوفة والسعادة / السيدات والسادة ،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،

بداية أود أن اعبر لكم عن سروري بالدعوة الكريمة التي تلقيتها من أخي معالي وزير الزراعة في الجمهورية اللبنانية الدكتور عباس الحاج حسن لحضور هذه القمة، وقد تضاعف هذا السرور باجتماع وزراء الزراعة في دول الجوار الشقيقة والتي تربطنا معاً وحدة الدم والقومية والمصير، في مبادرة نوعية لتوحيد العقول كما هي القلوب وتحقيق المنافع المشتركة التي نرجو الله أن يكتبها على أيدينا لما فيه مصلحة أمتنا الواحدة.

تعلمون أيها السادة بأن بلداننا قد واجهت وتواجه التحديات التي تعيشها المنطقة منذ أكثر من قرن من الزمان، ورغم زعم العالم وقوفه مع مبادئ العدالة والمساواة وحق الشعوب في تحديد مصيرها إلا أن ذلك لم يُترجم على أرض الواقع خلافاً للقرارات الأممية والمواقف المعلنة من المجتمع الدولي، وقد انعكست الأزمات والحروب والاضرابات على حركة التجارة والزراعة وكافة الانشطة، وانخفض حجم الصادرات والواردات الزراعية بشكل لا معقول خلال العقد الماضي، وتوالت الأزمات حتى باتت الدول الشقيقة في ما يشبه العزلة منشغلة عن التعاون المشترك ومد جسور الثقة مع الجوار ، منشغلة بالأزمات الداخلية أو مثقلة بحركات النزوح وآثار التغير المناخي والجفاف والتنازع على الموارد المائية.

على المستوى الدولي ظهرت الأزمات، وتأثرت المنطقة بإغلاقات صحية وحروب لم تكن طرفاً فيها، وقد شهدت أزمة كورونا والأزمة الروسية الأكرانيةً قيوداً على تجارة المواد الغذائية و التنقل وتعطل الخدمات اللوجستية و سلاسل الإمداد الزراعية والغذائية و توافر الغذاء في الأسواق، وعانينا من ارتفاع كلف الشحن البحري والارتفاع الكبير في أسعار الحبوب والأسمدة وأسعار الطاقة، وظهرت بوادر أزمة الغذاء جلياً، وفي ذلك ما يدفعنا للإسراع في وضع حلول مشتركة تخفف من وطأة الآثار السلبية وتعين الحكومات والشعوب على التكيف.

على المستوى الوطني قام الأردن بإعادة النظر بالإستراتيجية الوطنية للتنمية الزراعية، والاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، بهدف زيادة القدرة على إدارة المخاطر والصمود في مواجهة الكوارث، وعملنا من أجل تطوير البنى التحتية اللازمة للري وتوفير مدخلات الإنتاج، وتوجيه المزارعين لاعتماد التكنولوجيا الحديثة في الإنتاج، وتشجيع الإستثمارات الخاصة والعامة وإعـادة تكييف التقويم الزراعي على أسـاس أنمـاط الطقس المتغيرة من خلال وضع سياسة للزراعة الذكية مناخيًا، والتركيز على التجارة الدولية والخدمات اللوجستية والاكتفاء الذاتي المحلي والمخزون الاستراتيجي وسلاسل الإمداد، والإشراف على إصدار شهادات الجودة بشكل أكثر فعالية، ومراجعة وتعديل التشريعات الخاصة بسلامة الغذاء.

وبالرغم مما سبق إلا أننا لا نفوق الحاضرين حرصاً على تجاوز العقبات وتذليل العوائق، وقد جمعتنا لقاءات ثنائية لم تنقطع لبحث القضايا المشتركة وإيجاد سبل تطويرها، وتم توقيع العديد من مذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية كما يجري العمل على تفاهمات أخرى في المستقبل القريب، وبقيت اللجان المشتركة تنعقد بشكل دوري ديدنها التوافق والانسجام على الدوام.

على صعيد آخر أود أن أنقل لكم التجربة الأردنية في خلق شراكة فاعلة مع الشقيقة الجارة دولة فلسطين، وبما يترجم الدعم الذي يتوجب علينا تجاه المزارع الفلسطيني بالدرجة الأولى ثم المزارع الأردني حيث تم تأسيس شركة أردنية فلسطينية لتسويق المنتجات الزراعية، علماً بالتحديات التي تقف أمام نجاح هذه الشراكة، إلا أننا نسعى لإنجاح التجربة بكل عزم آملين توسيع قاعدة العمل لتشمل جوارنا العربي.

أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة

رؤساء وأعضاء الوفود

شملت محاور هذه القمة ما نرمو إليه من أجل الوقوف على إجراءات الحجر الصحي الزراعي والبيطري واجراءات النقل والترانزيت، وتطوير مشاريع مشتركة بالتعاون مع المنظمات الدولية التي تعنى بالمجال الزراعي وتبسيط اجراءات تسجيل مدخلات الإنتاج الزراعي والبيطري من أسمدة ومبيدات وبذار ولقاحات بيطرية وإضافات علفية، ولذلك يحدوني الأمل بأن يثمر هذا اللقاء عن توقيع اتفاقية تعاون رباعية مشتركة في المجال الزراعي في أقرب وقت، وأطمح معكم في تعزيز التبادل السلعي بين بلداننا على قاعدة المنفعة المتبادلة، وأدعوكم ونفسي لتبني برامج تنفيذية فاعلة لتبادل الخبرات وبناء القدرات في بلداننا.

الأخوة الأشقاء

سيبقى الأردن الدولة الشقيقة التي تفتح ذراعيها لأشقائها العرب ونحن على استعداد للتعاون في العديد من المجالات الزراعية ونقل التكنولوجيا المتقدمة ومشاركتكم نجاحاتنا في الابتكار العلمي والأخذ بيد اشقائنا لتجاوز الأعباء التي خلفتها الصراعات الاقليمية والدولية سعيا نحو تكامل غذائي وزراعي بين بلداننا.

واسمحوا لي أن أتقدم في ختام حديثي باسم حكومة المملكة الأردنية الهاشمية بالشكر الجزيل للشقيقة الجمهورية اللبنانية شعباً وحكومة وقيادة على حسن الاستضافة في قمة نوعية هامة، داعياً الله العلي القدير أن يحفظ بلداننا وينعم عليها بالطمأنينة والأمن ورغد العيش.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

 

 

 


كيف تقيم محتوى الصفحة؟