عقدت اللجنة التوجيهية العليا لمبادرة زراعة "10 ملايين شجرة" اليوم اجتماعًا موسعًا في وزارة الزراعة، بحضور سمو الأميرة بسمة بنت علي، ووزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات، ووزير البيئة الدكتور معاوية الردايدة، وأمين عمان الكبرى المهندس يوسف الشواربة، ووزيرة التخطيط والتعاون الدولي السيدة زينة طوقان، ووزير الشباب المهندس يزن شديفات، وأمين عام وزارة المياه المهندس جهاد المحاميد، وأمين عام وزارة الزراعة المهندس محمد الحياري، إلى جانب عدد من ممثلي الوزارات والمؤسسات الرسمية والخبراء المختصين في القطاع الزراعي والبيئي.
جاء هذا الاجتماع في إطار المتابعة المستمرة لمراحل تنفيذ المبادرة الوطنية زراعة "10 ملايين شجرة"، التي انطلقت عام 2023 وتستمر حتى عام 2032، بهدف توسيع الرقعة الخضراء في المملكة وتعزيز الغطاء النباتي وتحقيق الاستدامة البيئية.
و استعرض المجتمعون ما تم إنجازه خلال الموسمين الزراعيين 2023–2024 و2024–2025، حيث تم زراعة ما مجموعه 2,155,273 شجرة، وذلك من خلال جهود جماعية وتنسيق مشترك بين كافة الجهات الشريكة في المبادرة، من وزارات ومؤسسات رسمية وهيئات محلية ومجتمعية.
وفي هذا السياق، أكد وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات أن المبادرة جاءت ترجمة للتوجيهات الملكية السامية التي تؤكد على أهمية تعزيز المساحات الخضراء لما لها من أثر مباشر على تحسين الواقع البيئي، ودعم التنوع الحيوي، ومواجهة تحديات التغير المناخي.
وأشار الحنيفات إلى أن الوزارة عملت منذ انطلاق المبادرة على تطوير مشاتلها الزراعية، التي باتت تنتج أكثر من 3 ملايين شتلة سنويًا، ما شكل ركيزة أساسية لدعم جهود التحريج الوطني، إضافة إلى تبني الوزارة نهجًا مستدامًا يقوم على إعادة تدوير الاشتال وتحسين إدارة الموارد الزراعية.
كما لفت إلى إنشاء عدد من الغابات النموذجية في مختلف محافظات المملكة، وزراعة مداخل المحافظات الجنوبية والمناطق الواقعة على الخط الصحراوي، باستخدام المياه المعالجة من الشركات الصناعية، وبالاستفادة من تقنية "الشرنقة" التي تعزز من استدامة الزراعات في البيئات الجافة وشبه الجافة، مما شكل نموذجًا ناجحًا يحتذى به في التحريج الذكي والمستدام.
وأشاد الحنيفات بالشراكات الفاعلة التي تم بناؤها مع الوزارات، وأمانة عمان، والبلديات، والجمعيات البيئية والمجتمعية، والمدارس والجامعات، بالإضافة إلى القطاع الخاص، مؤكدًا أن هذا التكامل أسهم في توسيع دائرة الزراعة المستدامة، والوصول إلى فئات متعددة من المجتمع، ورفع مستوى الوعي البيئي.
وتناول الاجتماع عرضًا تفصيليًا لخطة العمل المقبلة، حيث ناقش الحضور أبرز التحديات التي تواجه استدامة التنفيذ، والآليات المقترحة لتعزيز التنسيق المؤسسي، وضمان استمرارية الزراعة والرعاية للمساحات المزروعة.
وأكد المجتمعون أهمية تعزيز المشاركة المجتمعية، وتفعيل دور الجهات المحلية، وزيادة التركيز على الجوانب التوعوية والتعليمية، بما يضمن استدامة المبادرة وتحقيق أهدافها الاستراتيجية البيئية والاقتصادية والاجتماعية.
تُعد مبادرة زراعة "10 ملايين شجرة" من أبرز المبادرات الوطنية البيئية، التي تندرج ضمن رؤية التحديث الاقتصادي والخطة الوطنية للزراعة المستدامة، وتشكل نموذجًا للتكامل بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، من أجل أردن أكثر خضرة واستدامة.